ramzy1913
عدد الرسائل : 966 العمر : 80 الموقع : rakmzy1913@hotmail.com تاريخ التسجيل : 27/01/2010
| موضوع: عن الشهيد مارمينا..بقلم القمص ابينا القديس بيشوي كامل الأحد يونيو 24, 2012 12:31 am | |
|
[b]ترسم لنا أيقونة مارمينا بمتحف اللوفر بباريس صورة السيد المسيح له المجد واضعاً ذراعه الأيمن علي كتف مارمينا. وهذه الصورة تشرح لنا وبمنتهي التدقيق والعمق منهج العبادة في المسيحية – بل وتشرح لنا كل حياة مارمينا . كان شاباً مات أبوه وعمره 11 سنة وماتت أمه بعد 3 شنين وسنة 14 سنة ثم عين ضابطاً بالجيش في سن 15 وأخذ مركزاً مرموقاً. أحبمارمينا مخلصه وصديقه يسوع، فوزع أمواله بشجاعة علي إخوة يسوع الأصاغر . لما رأي الروح القدس صدق قلبمارمينا ومحبته للمسيح، وجد فيه جوهرة ثمينة فحرضه علي ترك العالم – وأخذه الي البرية ليختلي به ويخفيه عن العالم لكي يقوده في عشق إلهي للمسيح في الصلاة، في الهذيذ في كلمة الله والحياة بها، في النسك والسرور في حمل الصليب الي أن حول حياة مارمينا الي أنجيل معاش. وهكذا يكمل الروح القدس كل رفقته ومسيرته مع قديسنا ويهبه كل ما يطلب لخلاص نفسه ويسهل له كل شوق قلبه في الأختفاء والبعد والسلوك بمسلك المسكنه والأتضاع ... وأخر الأمر عندما أطمئن اروح القدس علي عمق صداقة مارمينا قادة الي أعلان عمق حبه لصديقه يسوع المسيح – قاده الي نيل أكليل الإستشهاد في أروع عصور الإستشهاد مع البابا بطرس خاتم الشهداء . فعلاقة مارمينا بالرب يسوع عن طريق الروح القدس هي علاقة حب : يصلي حباً في الحديث مع صديقه – والرب يسوع يفرح به ويضع يده علي كتفه – يصوم ويزهد في الللذة الأرضية من عمق لذته في العشرة الإلاهية – ويحتقر العالم من شدة إلتصاقه بصديقة الدائم – يقرأ الأنجيل ليس للدرس ولا للواجب لكن بدون شبع من كلمات الصديق الحبيب لأن من ألتصق بأمرأة صار واحداً معها ومن ألتصق بالرب فقد صار روحاً واحداً ( 1 كو 6 : 16 – 17 )، هذا هو منهج الحب مع القديسين . و بعد أن أختفي مارمينا عن الأنظار، وساعده الروح القدس علي الأختفاء إذ باروح القدس يعود بنفسه فيكشف كل أعمال القديس التي أكملها له في الخفاء ونمت ونضجت تحت أرشاده الخاص لتكون شهادة فاخرة للمسيح ولقد أعلن الروح مسيرةمارمينا عن طريق شفاء أبنه الملك حتي ذاع صيته في المسكونة كلها والأجيال كلها. بلغ صيته الي أقصي شمال أوربا ( أيرلندا ) ... والي أقصي جنوب أفريقيا . إن كان الأنجيل المكتوب بالحبر والقلم يبقي مئات السنيين، فكم بالحري الأنجيل المكتوب بريشة الروح القدس ويد الرب يسوع يبقي الي الأبد . و ننتقل الأن من صداقة المسيح الي صداقة القديس، ودليلنا القوي علي ذلك حياة الأنبا كيرلس السادس في صداقته العميقة لمارمينا - يشاركه في أفكاره ويطالبه بشفاء مرضاه, يحملة مسؤليتة حل مشاكل خدمتة - يعاتبة أحيانا. وهكذا أستمر العمل بين الصديقيين حتي الممات حيث كانت الوصية التي أتمها بالحرف الواحد البابا القديس الأنبا شنودة الثالث – أدام الله حياته للكنيسة وكان يوماً مشهوداً ورهيباً عندما حمل قداسة البابا شنودة جسد البابا كيرلس ليستودعه بجوار صديقه الحبيب. ولقد كانت وصية البابا كيرلس أن يدفن في أعظم كاتدرائية بنيت في عهده، بل أن يدفن بجوار حبيبه كما كان الأنبا بولا الطموهي مع الأنبا بيشوي . وصداقة القديسيين أمر كنسي رائع، فالطيور علي أشكالها تقع فالذي يصادق قديس يشابهة في صفاته، في صلاته، في عباداته، في أفكاره ... ولذلك يحثنا سفر النشيد قائلاً : " أن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فأخرجي علي أثار الغنم وأرعي جدائك عند مساكن الرعاة " ( نش 1 :8 ) . فالغنم هم القديسيون ونحن نخرج علي أثارهم ليعرفونا طريق المسيح الذي صاروا اليه، فما أجمل يا أخي أن يكون لديك صديق صدوق من القديسيين، رغم أن كل القديسيين هم أحبائنا وسحابة شهادتنا. أن حياة مارمينا إنجيل معاش ذاع الي أقصي المسكونة كالشمي التي لا يختفي شئ من حرارتها ( مز 18 ). والروح القدس عندما يزيع حياة قديس ليس محتاج الي وسائل أعلام قاصرة من راديو وتلفزيون وأقمار صناعية ولكن هذا يذيع سيرته بطريقته الخاصة كالشمس التي لا يختفي شئ من حرارتها – ورغم التخريب الشديد التي شهدته مدينة مريوط وكنيسة القديس إلا أن الله أراد أن يحيي ترابها ويجدد شبابها بأن سخر القديس الأنبا كيرلس في هذا العمل العظيم. و التاريخ يشهد أن السبعة رهبان الذين كرزوا بأسم المسيح في أيرلندا كانوا من دير مارمينا ( فأول كنيسة بنوها في أيرلندا بأسم مارمينا ) ولمارمينا متحف كامل في مدينة فرانكوفرت أعظم مدن ألمانيا الغربية حيث أن العلامة الذي أكتشف أثار المدينة سنة 1907 حمل معه 100 صندوق خشب كبير مملوء بالأثار العظيمة، كذلك متحف اللوفر في باريس ... ناهيك عن قوارير المياة المقدسة التي كان يحملها الحجاج عند عودتهم من مدينة مارمينا ... توجد هذه القوارير في جميع أنحاء العالم، كل هذا عن طريق أذاعة الروح الألاهية التي تقوم بأحدث وسائل الأعلام، والتي تدوم عبر الأجيال . [/b] | |
|